الاسم : محمد بن عبد الله بن عبد المطلب الهاشمي .
الأم : آمنة بنت وهب .
المولد : 17 – ربيع الأول- عام الفيل في مكة – والوفاة في السنةالثالثةعشرة هجرية ومحل الوفاة المدينة ودُفِن فيها .
• نبذة مختصرة عن حياته صلى الله عليه وآله :-
عام الفيل الذي وُلِدَ فيه النبي الأكرم صلوات الله عليه لُقِّبَ بهذا الاسم لأنّهُ حدثت فيها معجزة عظيمة وهي بعد خروج جيش أبرهة الأشرم من اليمن إلى مكة بجيش يتشكّل من مُشاة وفرسان وراكبيْ الفيلة ، وكانوا ينوون هدم الكعبة لكنّ الله أبى لهذا البيت الشريف أن يُهدم فأرسل عليهم طيوراً ترميهم بحجارة تخترق أجسادهم ، وقد حدثت عدة معاجز في يوم ولحظة ولادة الرسول صلى الله عليه وآله .
نسلُ النبي الأكرم كان مِن أشرف الأنساب وأرفعهم منزلةً معنويّةً وماديّةً كان أبوه عبد الله… إبناً لعبد المطلب زعيم قريش وكبيرهم وسيّد قومه ، وكان عبد الله أبو النبي صلى الله عليه وآله أحبُّ أبناء عبد المطلب لديه وقد مات عبد الله سلام الله عليه في أثناء رحلةً تجارية إلى الشام وأم النبي صلوات الله عليهما مازالت حامل بِهِ وهكذا وُلِدَ الرسول صلوات الله عليه يتيماً ، وكانت أم الرسول الأعظم صلوات الله عليهما مِنْ أشرف النساء في زمانها وأعفهنّ ولكنها ماتت بعد ولادته بست سنوات ، فكفِلهُ جدهُ عبد المطلب وبحث له عن امرأة عفيفة شريفة لتقوم بإرضاعه {حليمة السعدية} ، وقد فارق الحياة جدُّه عبد المطلب بعد عامين ، فتكفّلَ عمُّهُ أبو طالب بتربيته بوصيّة مِن عبد المطلب ، ونشأة النبي الأكرم صلوات الله عليه في هذا البيت لحكمةٍ إلهيّة تُشير لعظمة هذا البيت الذي احتضن النبي الأكرم صلوات الله عليه والذي كان منه نشأة الخلق العظيم لرسول الله صلوات الله عليه والنفس الزكية العَلَوية {علي بن أبي طالب} أمير المؤمنين سلام الله عليه ويالهُ من بيتٍ عظيم تربّت الرسالة وولدت الوصاية فيه ، فلقد ربّت الرسول صلى الله عليه وآله ووُلِدَ أمير المؤمنين سلام الله عليه تحت سقفٍ واحد..؟! .
الرسول الأعظم كان قبلَ البعثة معروف ب{الصادق الأمين} لما يمتلك مِن خصال حميدة منهم الصدق بالحديث والأمانة على النفس والأموال وبدأ حياتَه صلى الله عليه وآله كراعي للأغنام وكانت أيضاً فيها حكمة إلهية حتى يتعلم الصبر وغيرها مِن خصالٍ حسنه ، وقد كان يُدير التجارة التي تعلّم أُصولها على يدِ أبي طالب في أموال أشرف النساء وأثراهنَّ ، والصدق والأمانة والعبقرية التي لم تشهد لها مثيلاً هي التي دفعت السيدة خديجة سلام الله عليها أنْ تسلِّم أموالها للصادق الأمين صلوات الله عليه ، وقد تزوجت السيدة خديجة من محمد صلى الله عليه وآله لِما رأت فيه مِنْ أخلاق عظيمة لهذه الشخصية الفريدة ، وكان يساعد الفقراء وينصر المُستضعفين والمظلومين ، وكان لهُ مِن السيدة خديجة سلام الله عليها ستة أبناء هم [قاسماً-وعبد الله-إبراهيم-رقيَّة-زينب-أم كلثوم-وسيدة نساء العالمين وأم الأئمة الطاهرين فاطمة الزهراء عليهم السلام].. ، ومِن المعروف في أكثر الروايات أنّ أبناء السيدة خديجة (ع) هم قاسم وعبد الله وفاطمة الزهراء عليهم السلام وإبراهيم كان مِن ماريا ولكن رقيّة وزينب وأُم كُلثوم بنات أخت السيدة خديجة (ع) وربّاهم الرسول (ص) وهنا نرى أيضا حكمة إلهية في موت أولاد النبي مِنَ الذكور وحياة الزهراء حتى تكون أمُّ العترة الطاهرة من الأئِمة عليهم السلام .
يوم البعثة في ((27)) من شهر رجب ، وكان النبي صلى الله عليه وآله قبل البعثة عابداً لله الواحد الأحد على ملة جدِّه إبراهيم عليه السلام ، والمعروف عن النبي صلوات الله عليه يتعبد في غار حراء الذي يقع في مكة حتى أنزل الله القدير عليه الوحي والرسالة ، فبدأ الرسول الأعظم بعشيرته الأقربين كما أمره الله تعالى حيث جمعهم سراً في بتيه وقال المقولة المشهورة .. بعد خطبةٍ طويلة ((فأيُّكُم يُؤازرني على هذا الأمر على أن يكون أخي وَوَصيّي وخليفتي فيكم)) كرّرها ثلاثاً وما قام لها إلا علي بن أبي طالب عليه السلام وكان ابن (10) سنوات فقال الرسول صلوات الله عليه قاصداً علي عليه السلام ((هذا أخي ووَصيّي وخليفتي فيكم)) ، وكان الرسول يدعي إلى دين الله سراً (3) سنوات .
وبدأ النبي الأكرم صلوات الله عليه بإعلان الدعوة الإسلامية للناس كافة ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويحرِّم ماحرم الله وينهى عن الفواحش ووأد البنات وغيرها من أمور محرمة ، ولكن قوبِلَ النبي صلى الله عليه وآله بالشتائم والقذف بالجنون والأذى وبتعذيب تابعيه من المسلمين وحاولوا مع عمه أبي طالب ليأمر محمداً صلى الله عليه وآله أن لا يطعن بدين أجدادهم أي عبادة الأصنام ، ومِن عروضهم على الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله أن يكون أميراً عليهم ويعطونه ما يحتاج مِن أموال ونساء وغيره بأن يترك دعوته وما كان ردُّ النبي صلى الله عليه وآله إلا ((والله يا عم ، لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في شمالي على أن أترك هذا الأمر ما تركته حتى يُظهِرَهُ الله أو أهلك دونَهُ )).. ، وقاطعت قريش بني هاشم والمسلمين حوالي ثلاث سنوات ، إلى أن أرسل الله الأرضة لتأكل وثيقة المعاهدة التي عملها أعداء الرسالة فعندما علموا بأمر الوثيقة تخلوا عن المقاطعة ، وبدأت المحاولات من كل مكان لمسح هذه الدعوة ولكن أبى الله فالله هو العزيز القدير القوي العظيم الذي بيده ملكوت كل شيء وهو على كلِّ شيءٍ قدير ، لكن الرسول صلى الله عليه وآله هاجر إلى المدينة بعد ما لقيه هو وأصحابه من أذى وقابلوه أهل المدينة بالتهليل والترحيب ، وبُنِيَ له مسجداً حتى يُدير شئون المسلمين منهُ ويبدأ بنشر وتعليم أحكام الإسلام وحتى يُظهر دين الله القويم ، ولكن كانوا الناس اغلبهم مياّلون للمصالح الشخصية والدنيوية فعندما تتصادم أوامر الله مع هذه المصلحة الشهوانية يضعون أصابعهم في آذانهم وعلى أعينهم كما الحال باقي حتى في هذا الزمان زمان التطور ، واضطر الرسول الأعظم صلوات الله عليه وآله بعد إذن الحكيم أن يبدأ بالترتيب العسكري حتى يحمي الدولة الإسلامية وحاملي الإسلام من اعتداءات أعداء الإسلام فلقد مرَّ النبي بحروبٍ عدة خسِر فيها مِن أهله العزيز والعديد من أصحابه الكِرام ، وأيّدهُ الله بالأسد الغالب والشجاع الذي لم يعرف الخوف في قلبه إلا مِنَ الله العظيم داحي باب خيبر وقاتل أبطال العرب وشجعانهم ومكسِّر الأصنام الشديد على الكفار والرؤوف على المسلمين حيدر الكرار علي بن أبي طالب أمير المؤمنين الذي وضع يده مع رسول الله صلى الله عليه وآله حتى يبني هذا الصرح العظيم للإسلام والدولة المهيمنة ومن أقوال الرسول صلوات الله عليه وآله ما مضمونه أنّ الدين استقام ونشأ من مال خديجة عليها السلام وسيف علي عليه السلام ، ولكن كانت هناك مشكلة المنافقين الذين كانوا يتخلَّلون صفوف المسلمين وقد اتَّضحت نواياهم عند وفاة الرسول الأعظم فقد انقلبوا على أعقابهم كأنّ الرسول صلى الله عليه وآله لم يُوصي بعلياً في غدير خم ولا بأهل بيته ، حتى كسروا ضلع الزهراء عليها السلام وأحرقوا الدار التي كان فيها علي وفاطمة بنت الرسول والحسن والحسين ريحانتان رسول الله صلوات الله عليهم جميعاً ، وجازوا النبي أعجب ما جوزِيَهْ نبي مِن أمّته الضالة الظالمة ولم يراعوا له حرمةً ولا ذريةً ورجعوا لما كانوا عليه هم وآبائهم من الجاهلية الرذيلة والدنيئة ، فأعرضوا عن ما أمر الله به من تنصيبٍ لأمير المؤمنين عليه السلام ولم يكتفوا بل سبّوا نساء النبي وقتّلوا ذريّته لولا إرادة الله لما بقيَ منهم أحد ، فأقولُها بأعلى صوتي ألا لعنة الله على أول مَن سنة ظُلمَ محمدٍ وآل محمد صلوات الله عليهم وآخر من ظلم محمد وآل محمد صلوات الله عليهم ومن سَمِع بذلك ورضي به .
وأخيراً والرسول على فراش المنية في سكرات الموت إذ هناك قوم بدءوا بتقسيم إرث النبي وكرسي القيادة للدولة التي شيدها رسول الله العظيم صلوات الله عليه وآله بدماء الشهداء من أهلهِ وخيرة صحبهِ والأذى والجروح النفسية والبدنية التي أُلحقت برسول الله صلى الله عليه وآله ، حتى يُخرج الناس مِن الضلالة إلى الهداية ومن الظلمات إلى النور ولتكون أُمة الإسلام من أعز الأمم وأرفعهم شأناً ، حتى بنى الدولة الإسلامية التي هزّت عروش كسرى وقيصر ، وجعلت من العرب الذين كانوا طُعْماً للغازي ينهبهم ويقتِّل أبنائهم ويسبي نسائهم جعلت منهم رِجالاً تخافُ وطأتهم الملوك والشجعان ، ومِنْ عِباداً لِما يصنعون إلى عباداً للصانع الخالق العزيز المبديء الرؤوف اللطيف ، ولكن عند موت الرسول الأعظم صلوات الله عليه وآله تناسوا كل هذه التضحيات منه وفعلوا ما فعلوا ألا لعنة الله على القوم الظالمين ، وعظّم الله أجورنا وأجوركم في أعظم فقيد محمد صلى الله عليه وآله وأرفع أعظم التعازي لمولاي صاحب الأمر عجل الله فرجه .
الأم : آمنة بنت وهب .
المولد : 17 – ربيع الأول- عام الفيل في مكة – والوفاة في السنةالثالثةعشرة هجرية ومحل الوفاة المدينة ودُفِن فيها .
• نبذة مختصرة عن حياته صلى الله عليه وآله :-
عام الفيل الذي وُلِدَ فيه النبي الأكرم صلوات الله عليه لُقِّبَ بهذا الاسم لأنّهُ حدثت فيها معجزة عظيمة وهي بعد خروج جيش أبرهة الأشرم من اليمن إلى مكة بجيش يتشكّل من مُشاة وفرسان وراكبيْ الفيلة ، وكانوا ينوون هدم الكعبة لكنّ الله أبى لهذا البيت الشريف أن يُهدم فأرسل عليهم طيوراً ترميهم بحجارة تخترق أجسادهم ، وقد حدثت عدة معاجز في يوم ولحظة ولادة الرسول صلى الله عليه وآله .
نسلُ النبي الأكرم كان مِن أشرف الأنساب وأرفعهم منزلةً معنويّةً وماديّةً كان أبوه عبد الله… إبناً لعبد المطلب زعيم قريش وكبيرهم وسيّد قومه ، وكان عبد الله أبو النبي صلى الله عليه وآله أحبُّ أبناء عبد المطلب لديه وقد مات عبد الله سلام الله عليه في أثناء رحلةً تجارية إلى الشام وأم النبي صلوات الله عليهما مازالت حامل بِهِ وهكذا وُلِدَ الرسول صلوات الله عليه يتيماً ، وكانت أم الرسول الأعظم صلوات الله عليهما مِنْ أشرف النساء في زمانها وأعفهنّ ولكنها ماتت بعد ولادته بست سنوات ، فكفِلهُ جدهُ عبد المطلب وبحث له عن امرأة عفيفة شريفة لتقوم بإرضاعه {حليمة السعدية} ، وقد فارق الحياة جدُّه عبد المطلب بعد عامين ، فتكفّلَ عمُّهُ أبو طالب بتربيته بوصيّة مِن عبد المطلب ، ونشأة النبي الأكرم صلوات الله عليه في هذا البيت لحكمةٍ إلهيّة تُشير لعظمة هذا البيت الذي احتضن النبي الأكرم صلوات الله عليه والذي كان منه نشأة الخلق العظيم لرسول الله صلوات الله عليه والنفس الزكية العَلَوية {علي بن أبي طالب} أمير المؤمنين سلام الله عليه ويالهُ من بيتٍ عظيم تربّت الرسالة وولدت الوصاية فيه ، فلقد ربّت الرسول صلى الله عليه وآله ووُلِدَ أمير المؤمنين سلام الله عليه تحت سقفٍ واحد..؟! .
الرسول الأعظم كان قبلَ البعثة معروف ب{الصادق الأمين} لما يمتلك مِن خصال حميدة منهم الصدق بالحديث والأمانة على النفس والأموال وبدأ حياتَه صلى الله عليه وآله كراعي للأغنام وكانت أيضاً فيها حكمة إلهية حتى يتعلم الصبر وغيرها مِن خصالٍ حسنه ، وقد كان يُدير التجارة التي تعلّم أُصولها على يدِ أبي طالب في أموال أشرف النساء وأثراهنَّ ، والصدق والأمانة والعبقرية التي لم تشهد لها مثيلاً هي التي دفعت السيدة خديجة سلام الله عليها أنْ تسلِّم أموالها للصادق الأمين صلوات الله عليه ، وقد تزوجت السيدة خديجة من محمد صلى الله عليه وآله لِما رأت فيه مِنْ أخلاق عظيمة لهذه الشخصية الفريدة ، وكان يساعد الفقراء وينصر المُستضعفين والمظلومين ، وكان لهُ مِن السيدة خديجة سلام الله عليها ستة أبناء هم [قاسماً-وعبد الله-إبراهيم-رقيَّة-زينب-أم كلثوم-وسيدة نساء العالمين وأم الأئمة الطاهرين فاطمة الزهراء عليهم السلام].. ، ومِن المعروف في أكثر الروايات أنّ أبناء السيدة خديجة (ع) هم قاسم وعبد الله وفاطمة الزهراء عليهم السلام وإبراهيم كان مِن ماريا ولكن رقيّة وزينب وأُم كُلثوم بنات أخت السيدة خديجة (ع) وربّاهم الرسول (ص) وهنا نرى أيضا حكمة إلهية في موت أولاد النبي مِنَ الذكور وحياة الزهراء حتى تكون أمُّ العترة الطاهرة من الأئِمة عليهم السلام .
يوم البعثة في ((27)) من شهر رجب ، وكان النبي صلى الله عليه وآله قبل البعثة عابداً لله الواحد الأحد على ملة جدِّه إبراهيم عليه السلام ، والمعروف عن النبي صلوات الله عليه يتعبد في غار حراء الذي يقع في مكة حتى أنزل الله القدير عليه الوحي والرسالة ، فبدأ الرسول الأعظم بعشيرته الأقربين كما أمره الله تعالى حيث جمعهم سراً في بتيه وقال المقولة المشهورة .. بعد خطبةٍ طويلة ((فأيُّكُم يُؤازرني على هذا الأمر على أن يكون أخي وَوَصيّي وخليفتي فيكم)) كرّرها ثلاثاً وما قام لها إلا علي بن أبي طالب عليه السلام وكان ابن (10) سنوات فقال الرسول صلوات الله عليه قاصداً علي عليه السلام ((هذا أخي ووَصيّي وخليفتي فيكم)) ، وكان الرسول يدعي إلى دين الله سراً (3) سنوات .
وبدأ النبي الأكرم صلوات الله عليه بإعلان الدعوة الإسلامية للناس كافة ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويحرِّم ماحرم الله وينهى عن الفواحش ووأد البنات وغيرها من أمور محرمة ، ولكن قوبِلَ النبي صلى الله عليه وآله بالشتائم والقذف بالجنون والأذى وبتعذيب تابعيه من المسلمين وحاولوا مع عمه أبي طالب ليأمر محمداً صلى الله عليه وآله أن لا يطعن بدين أجدادهم أي عبادة الأصنام ، ومِن عروضهم على الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله أن يكون أميراً عليهم ويعطونه ما يحتاج مِن أموال ونساء وغيره بأن يترك دعوته وما كان ردُّ النبي صلى الله عليه وآله إلا ((والله يا عم ، لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في شمالي على أن أترك هذا الأمر ما تركته حتى يُظهِرَهُ الله أو أهلك دونَهُ )).. ، وقاطعت قريش بني هاشم والمسلمين حوالي ثلاث سنوات ، إلى أن أرسل الله الأرضة لتأكل وثيقة المعاهدة التي عملها أعداء الرسالة فعندما علموا بأمر الوثيقة تخلوا عن المقاطعة ، وبدأت المحاولات من كل مكان لمسح هذه الدعوة ولكن أبى الله فالله هو العزيز القدير القوي العظيم الذي بيده ملكوت كل شيء وهو على كلِّ شيءٍ قدير ، لكن الرسول صلى الله عليه وآله هاجر إلى المدينة بعد ما لقيه هو وأصحابه من أذى وقابلوه أهل المدينة بالتهليل والترحيب ، وبُنِيَ له مسجداً حتى يُدير شئون المسلمين منهُ ويبدأ بنشر وتعليم أحكام الإسلام وحتى يُظهر دين الله القويم ، ولكن كانوا الناس اغلبهم مياّلون للمصالح الشخصية والدنيوية فعندما تتصادم أوامر الله مع هذه المصلحة الشهوانية يضعون أصابعهم في آذانهم وعلى أعينهم كما الحال باقي حتى في هذا الزمان زمان التطور ، واضطر الرسول الأعظم صلوات الله عليه وآله بعد إذن الحكيم أن يبدأ بالترتيب العسكري حتى يحمي الدولة الإسلامية وحاملي الإسلام من اعتداءات أعداء الإسلام فلقد مرَّ النبي بحروبٍ عدة خسِر فيها مِن أهله العزيز والعديد من أصحابه الكِرام ، وأيّدهُ الله بالأسد الغالب والشجاع الذي لم يعرف الخوف في قلبه إلا مِنَ الله العظيم داحي باب خيبر وقاتل أبطال العرب وشجعانهم ومكسِّر الأصنام الشديد على الكفار والرؤوف على المسلمين حيدر الكرار علي بن أبي طالب أمير المؤمنين الذي وضع يده مع رسول الله صلى الله عليه وآله حتى يبني هذا الصرح العظيم للإسلام والدولة المهيمنة ومن أقوال الرسول صلوات الله عليه وآله ما مضمونه أنّ الدين استقام ونشأ من مال خديجة عليها السلام وسيف علي عليه السلام ، ولكن كانت هناك مشكلة المنافقين الذين كانوا يتخلَّلون صفوف المسلمين وقد اتَّضحت نواياهم عند وفاة الرسول الأعظم فقد انقلبوا على أعقابهم كأنّ الرسول صلى الله عليه وآله لم يُوصي بعلياً في غدير خم ولا بأهل بيته ، حتى كسروا ضلع الزهراء عليها السلام وأحرقوا الدار التي كان فيها علي وفاطمة بنت الرسول والحسن والحسين ريحانتان رسول الله صلوات الله عليهم جميعاً ، وجازوا النبي أعجب ما جوزِيَهْ نبي مِن أمّته الضالة الظالمة ولم يراعوا له حرمةً ولا ذريةً ورجعوا لما كانوا عليه هم وآبائهم من الجاهلية الرذيلة والدنيئة ، فأعرضوا عن ما أمر الله به من تنصيبٍ لأمير المؤمنين عليه السلام ولم يكتفوا بل سبّوا نساء النبي وقتّلوا ذريّته لولا إرادة الله لما بقيَ منهم أحد ، فأقولُها بأعلى صوتي ألا لعنة الله على أول مَن سنة ظُلمَ محمدٍ وآل محمد صلوات الله عليهم وآخر من ظلم محمد وآل محمد صلوات الله عليهم ومن سَمِع بذلك ورضي به .
وأخيراً والرسول على فراش المنية في سكرات الموت إذ هناك قوم بدءوا بتقسيم إرث النبي وكرسي القيادة للدولة التي شيدها رسول الله العظيم صلوات الله عليه وآله بدماء الشهداء من أهلهِ وخيرة صحبهِ والأذى والجروح النفسية والبدنية التي أُلحقت برسول الله صلى الله عليه وآله ، حتى يُخرج الناس مِن الضلالة إلى الهداية ومن الظلمات إلى النور ولتكون أُمة الإسلام من أعز الأمم وأرفعهم شأناً ، حتى بنى الدولة الإسلامية التي هزّت عروش كسرى وقيصر ، وجعلت من العرب الذين كانوا طُعْماً للغازي ينهبهم ويقتِّل أبنائهم ويسبي نسائهم جعلت منهم رِجالاً تخافُ وطأتهم الملوك والشجعان ، ومِنْ عِباداً لِما يصنعون إلى عباداً للصانع الخالق العزيز المبديء الرؤوف اللطيف ، ولكن عند موت الرسول الأعظم صلوات الله عليه وآله تناسوا كل هذه التضحيات منه وفعلوا ما فعلوا ألا لعنة الله على القوم الظالمين ، وعظّم الله أجورنا وأجوركم في أعظم فقيد محمد صلى الله عليه وآله وأرفع أعظم التعازي لمولاي صاحب الأمر عجل الله فرجه .
