كان الحسين سلام الله عليه يحترم الوعود والمواثيق فلقد أتمَّ أمر الصلح الذي كان بين أخيه الحسن عليه السلام ومعاوية فلم يشهر السيف بوجههِ ، ولكن سُرعان ما نقض معاوية الميثاق ورشّح إبنه الفاسق للخلافه ، فبعث يزيد لعنة الله عليه مبعوثه الوليد إلى الحسين عليه السلام ليأخذ منه البيعة ليزيد اللعين ففي منتصف الليل دعا الوليد الحسين عليه السلام وعرض عليه الأمر فأدرك الحسين أنّ يزيد صمّمَ على الشر وقال قولته المعروفة وفي حضور اللعين مروان بن الحكم :{أيّها الأمير إنّا أهل بيت النبوة ومَعْدِنُ الرسالة ومُختلَف الملائكة ومحلُّ الرحمة بنا فتح الله وبنا خَتَم ويزيد رجل فاسقٌ شارب الخمر قاتل النفس المُحَرَّمة ومعلنٌ بالفسق ، ومثلي لا يبايع بمثله ، ولكن نُصبح وتُصبِحون ونرى وترون}00وأرى أنّ قول مثلي يعني كل رجل مؤمنٌ شريف أمين لا يبايع رجلٌ مثله يعني كل رجل ظالم وفاسق وخائن فهذه العبارة درسٌ تُنير دروب الأحرار مِن المؤمنين والأخيار .
عندما أحسّ الحسين عليه السلام بخطورة يزيد وأعوانه قرّرَ الرحيل إلى مكة لأنّ الناس يحترمون هذا البيت مِن قديم الأزل ولا يقتلون مَن يدخلَهُ ، وعند وصوله وأهله عليهم السلام بدأ بتوضيح الأمور والدعوة لنصرة دين الله وتعريفهم بشخصية يزيد اللعين ، وأرسل الرسل والرسائل لرؤساء القبائل يدعوهم لنصرته ويقيم عليهم الحجة بعدما خذلوه أهل المدينة خوفاً وطمعاً من يزيد ، وبدءوا جواسيس يزيد بتضيق الخناق على الحسين عليه السلام ومحاولة إغتياله سراً ، ففكر الحسين بالكوفة لأنها مقر خلافة أمير المؤمنين عليه السلام فهناك الكثير مِن مَن يعرف حق أهل البيت عليهم السلام ، ولكن في مختلف الأماكن كان بالنسبة لهم أن ينصروا الحسين أو معاوية فلا فرق عندهم فهم لايعرفون إلا إمام مسجدهم وحاكمهم ومِن المعروف أنّ هناك حملات اعلامية متوالية لتشويه منزلة بيت النبوة (ع) بقدر الإمكان خوفا على ضياع الملك ولكن يأبى الله إلا أنْ يُتم نوره ، فبعث الحسين مسلم (ع) وكلُّهُ أملاً بنصرة أهل الكوفة فتفاجأ بقتلِ مَبعوثه وابن عمه مسلم بن عقيل (ع) البطل الذي أجهدهم وأثكلهم حتى استطاعوا المساك به ورموه من مكانٍ عالٍ عبرةً لأنصار الله القدير والحسين عليه السلام ، فكان هذا رد مَنْ باعوا آخرتهم بدنيا غيرهم فلقد باع أهل الكوفة دينهم إما خوفاً مِن بطش واليهم ابن زياد لعنة الله عليه المعروف بابن مرجانة مرأة السوء وإمّا طمعاً للجائزة .
وكان الحسين عليه السلام ينتظر الأخبار عن رسوله مسلم بن عقيل ولكن لَم يعلم أنّه قُتِل وأنّه تمزق مِن أثر جرّهِ بالخيول في أزقّة الكوفة ، وأغلق ابن زياد جميع المنافذ حتى لايصل الخبر للحسين عليه السلام وجعل جواسيسه خارج الكوفة يتربّصون قدوم الحسين عليه السلام ، وكان الإمام سلام الله عليه قد خرج مِنَ مكة حتى لا تهتَك حُرمة البيت الحرام في سفكِ دمِ ابن بنت رسول الله صلوات الله عليهم فيه وملبياً نداء من راسله منهم.. ثم نكثوا ، وأثناء قدوم الحسين في الطريق قام ابن زياد لعنة الله عليه خطيباً بمسجد الكوفة ويتكلّم عن حسنات يزيد وإمارته وما فيها مِن مُميزات ، وفي نفس الوقت يُحذِّر من العواقب الوخيمة لمن يحاول معارضة حكومة يزيد الطاغية فمالوا عليه ميل الغنم كما قلت إمّا خوفاً أو طمعاً .
يتبع
عندما أحسّ الحسين عليه السلام بخطورة يزيد وأعوانه قرّرَ الرحيل إلى مكة لأنّ الناس يحترمون هذا البيت مِن قديم الأزل ولا يقتلون مَن يدخلَهُ ، وعند وصوله وأهله عليهم السلام بدأ بتوضيح الأمور والدعوة لنصرة دين الله وتعريفهم بشخصية يزيد اللعين ، وأرسل الرسل والرسائل لرؤساء القبائل يدعوهم لنصرته ويقيم عليهم الحجة بعدما خذلوه أهل المدينة خوفاً وطمعاً من يزيد ، وبدءوا جواسيس يزيد بتضيق الخناق على الحسين عليه السلام ومحاولة إغتياله سراً ، ففكر الحسين بالكوفة لأنها مقر خلافة أمير المؤمنين عليه السلام فهناك الكثير مِن مَن يعرف حق أهل البيت عليهم السلام ، ولكن في مختلف الأماكن كان بالنسبة لهم أن ينصروا الحسين أو معاوية فلا فرق عندهم فهم لايعرفون إلا إمام مسجدهم وحاكمهم ومِن المعروف أنّ هناك حملات اعلامية متوالية لتشويه منزلة بيت النبوة (ع) بقدر الإمكان خوفا على ضياع الملك ولكن يأبى الله إلا أنْ يُتم نوره ، فبعث الحسين مسلم (ع) وكلُّهُ أملاً بنصرة أهل الكوفة فتفاجأ بقتلِ مَبعوثه وابن عمه مسلم بن عقيل (ع) البطل الذي أجهدهم وأثكلهم حتى استطاعوا المساك به ورموه من مكانٍ عالٍ عبرةً لأنصار الله القدير والحسين عليه السلام ، فكان هذا رد مَنْ باعوا آخرتهم بدنيا غيرهم فلقد باع أهل الكوفة دينهم إما خوفاً مِن بطش واليهم ابن زياد لعنة الله عليه المعروف بابن مرجانة مرأة السوء وإمّا طمعاً للجائزة .
وكان الحسين عليه السلام ينتظر الأخبار عن رسوله مسلم بن عقيل ولكن لَم يعلم أنّه قُتِل وأنّه تمزق مِن أثر جرّهِ بالخيول في أزقّة الكوفة ، وأغلق ابن زياد جميع المنافذ حتى لايصل الخبر للحسين عليه السلام وجعل جواسيسه خارج الكوفة يتربّصون قدوم الحسين عليه السلام ، وكان الإمام سلام الله عليه قد خرج مِنَ مكة حتى لا تهتَك حُرمة البيت الحرام في سفكِ دمِ ابن بنت رسول الله صلوات الله عليهم فيه وملبياً نداء من راسله منهم.. ثم نكثوا ، وأثناء قدوم الحسين في الطريق قام ابن زياد لعنة الله عليه خطيباً بمسجد الكوفة ويتكلّم عن حسنات يزيد وإمارته وما فيها مِن مُميزات ، وفي نفس الوقت يُحذِّر من العواقب الوخيمة لمن يحاول معارضة حكومة يزيد الطاغية فمالوا عليه ميل الغنم كما قلت إمّا خوفاً أو طمعاً .
يتبع
عدل سابقا من قبل نور الحوراء زينب في الإثنين أغسطس 10, 2009 9:33 pm عدل 1 مرات
